الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

نماذج الاتصال و التفاعل

نماذج الاتصال و التفاعل

طبيعة النماذج الاتصالية


بالرغم من وجود اختلافات بين النماذج الاتصالية من حيث حجمها واختلاف التغيرات التي تظهرها أو تؤكدها, لكن هذه الاختلافات يعتبرها علماء الاتصال سطحية غير مهمة فالأمر المهم عند المقارنة مابين النماذج هو تصنيفها يقع بشكل عام من خلال مايلي :

أولاً - النماذج البنائية : 
وهي النماذج التي تظهر الخصائص الرسمية للحدث أو الشيء أي المكونات وعدد وحجم وترتيب الأجزاء المنفصلة للنظام أو الظاهرة التي نصنفها.
ثانياً - النماذج الوظيفية : 
وهي النماذج التي تقدم لنا صورة عن طبقة الأصل للأسلوب الذي بمقتضاه يعمل النظام وتفسر الطبيعة القوى أو التغيرات التي تؤثر على النظام أو الظاهرة.

ملامح النماذج الاتصالية

أولاً :
 كل نموذج يمثل فكرة مستقلة (نظرية - مبدأ) وتتأثر بالدرجة الأولى باتجاه البحث والدراسة.
ثانياً :
 إذا كان هناك اتفاق في معظم النماذج على تحديد العناصر وعلاقتها ببعضها, واتجاه حركة هذه العلاقات, إلا أنه في مجال دراسة اتجاهات التأثير يفضل عدم الاكتفاء بنموذج واحد, بل من الأفضل دراسة النماذج في إطار متكامل.
ثالثاً :
 إذا كانت النماذج الخاصة بعملية الاتصال من منظور علم النفس, أو علوم اللغة وعلم النفس اللغوي بالدرجة الأولى باتصال مواجهي أو اتصال الجماعات الصغيرة, وكذلك النماذج التي يقدمها علماء الاتصال بالجماهير تهتم بوسائل الإعلام وجماهير المتلقين بالدرجة الأولى, فليس هناك مايمنع من استخدام النماذج الأولى كقاعدة أولية لبناء نماذج الاتصال في عملية الاتصال بالجماير والإعلام.
رابعاً : 
أن إعداد النماذج يتم بصورة أساسية لتوضيح الظاهرة أو حدث معين أو لكي تعاون أو تساعد الباحث على التنبؤ أو لمجرد التفسير.


نموذج الاتصال التعليمي التقليدي.JPG

تعتبر عملية الاتصال تفاعلاَ بين البشر والوثائق - الآلات - الطبيعة كما عرفنا سابقاَ) وقسمت الاتصالية إلى أجزاء صغيرة (parts( أو إلى عناصر ومتغيرات تتمثل بالعلاقة بين المراسل والمستقبل) ‍ومدى الاستقبال (التأثير) ولتسهيل تصور عملية الاتصال وضعت في نماذج متنوعة هدفها تنظيم وترتيب هذه العناصر مع بعضها البعض بالإضافة إلى إظهار العلاقة فيما بينها وتعتبر هذه النماذج تصويراً للعناصر الرئيسية التي تدخل في عملية الاتصال.
 قبل دراسة النماذج الموجودة لابد أن نحدد فوائد استخدام هذه النماذج التي يمكن أن نوصفها في

 :أنها تزودنا بصورة جزئية عن أشياء كلية هذه الأشياء من الصعب إدراكها بدون (النماذج) التي هي عبارة عن خرائط تفصيلية للمعالم الأساسية لعملية الاتصال . 
إعداد النماذج في شرح وتحليل العمليات الاتصالية المعقدة أو الصعبة أو الغامضة بطريقة مبسطة فهي ترشد الباحث إلى التقاط الرئيسية لعملية الاتصال تساعد في عملية التنبؤ بالنتائج أو بمسار الأحداث في عملية الاتصال وهذا الأمر يساعد في عملية وضع فرضيات البحث.
‍حتى يومنا هذا يوجد العديد من النماذج الاتصالية نوضح أهمها

• نموذج لاسويل للاتصال lasweus model of communtion

نموذج لاسويل للاتصال.jpg
‍وضعه العالم السياسة الأمريكي (هارلد لاسويل )عام 1948 وقال إن الطريقة المناسبة لوصف عملية الاتصال وذلك بالإجابة على الأسئلة التالية :
من \المرسل who \sender
ماذا يقول \الرسالة ?\message says what
في أية قناة \الوسيلة in which channel?\medium
لمن \المستقبل to whom?\receiven
التأثير EFFECT ‍
ونلاحظ أن لاسويل اهتم بتأثير العملية الاتصالية على المستقبل وذلك لأن تركيزه انصب على دراسة وتحليل محتوى الدعاية الأساسية والرأي العام في أمريكيا إلا أن هذا النموذج انتقد كثيراً بسبب

1_يقول لاسويل من البديهي أن للمرسل هدف للتأثير على المستقبل .

2_يفترض أن الرسائل الاتصالية دائماً لها تأثير

3_المبالغة في عملية التأثير على الاتصال الجماهيري بسبب اهتماماته أساسية
‍ويمكن استخدام هذا النموذج وتطبيقه في تحليل الدعاية السياسية وأثرها على الرأي العام وخاصة في تحليل الحروب النفسية وفي عملية الإعلان التجاري

4_حذف عنصر أساسياً وهو عنصر الاستجابة أو التغذية الراجعة من نموذجه فالاتصال لديه يسير في اتجاه واحد من المراسل إلى المستقبل ليحقق تأثير ما . وهذا يعكس تاريخ وضع هذا النموذج الذي يعد من أوائل النماذج .
•النموذج الدائري : لاسجود وشرام the osgeed and schramm circulan model ‍
وضع النموذج عام 1959 ويتكون من العناصر التالية :المرسل – الرسالة – المستقبل . كما يبين النموذج تماثلاً أو تساوياً بين سلوك المرسل والمستقبل من خلال عملية الاتصال ويعتمد كل من شرام و أسجود على دراسة سلوك المرسل و المستقبل في تفسير عملية الاتصال كما يلي :

حيث يقوم المرسل بتحويل الأفكار إلى رموز ويصوغها في رسالة ويحولها قد تكون الرسالة مكتوبة أو ناطقة أو إشارة إيمائية (اليد – العين)
والرسالة لديه عبارة عن رمز واحد أو مجموعة من الرمز وقد تكون كلمة إذاعية أو تلفزيونية أو مقالة أو جريدة أو حتى شفرة عسكرية 

، إشارة خط شكل كتاب . أما المستقبل الذي يستقبل الرسالة ويحولها إلى رمز ويفسرها حتى يفهم معناها أما عملية الاتصال هنا تتم فكرة ما توجد في ذهن المؤلف (المرسل) يريد أن يوصلها إلى المستقبل أو حتى يشاركه فيها فيقوم بتحويلها إلى رمز على شكل كلمات منطوقة أو مكتوبة
 أو إشارات يضعها في رسالة للمستقبل الذي يستقبلها فيحولها أيضاً إلى رموز أو حتى يقوم بترجمتها ويفسرها ليفهم معناها ‍وبناء على فهم المستقبل للرسالة يرد على المرسل على الشكل التالي :
‍يضع المستقبل فكرته أو مشاعره في رموز فيضع رسالة جديدة يرسلها للمرسل الأصلي (المستقبل الجديد) الذي بدوره يحولها إلى رموز بعد تفسيرها أو ترجمتها ليتمكن أيضاً من فهمها
‍مما تقدم نرى أن نموذج اسجود وشرام يقوم المرسل والمستقبل بنفس الوظائف الاتصالية في بداية العملية الاتصالية ونهايتها وكل من المرسل والمستقبل يتبادلان الأدوار
‍كما يتضح من هذا النموذج أن كل من دور المرسل والمستقبل متساوية وبشكل محدود وأن وظيفة صياغة الأفكار في رموز متشابهة لإرسال الرسالة ووظيفة تحويل الرسالة إلى رموز متشابهة للاستقبال.
‍كما يمكن أن يستخدم هذا النموذج في وصف الاتصال الشخصي بأكثر منه في حالة الاتصال الجماهيري لأنه يقوم بدراسة المرسل والمستقبل وكيفية تبادل الرسائل بينهما ‍

نموذج روس : ross model

‍وضع روس هذا النموذج عام 1965 ويحتوي على عناصر أساسية تشبه إلى حد ما عناصر نموذج لاسويل .فيها يوضح روس أن عملية الاتصال تتأثر بمشاعر واتجاهات ومعلومات كل من المرسل (المصدر – مفسر) والمستقبل (محلل ومفسر الرسالة )فإذا ما كانت الرسالة المرسلة غير دقيقة
 فإن المستقبل لا يستطيع أن يفسرها وحتى فهمها بشكل دقيق وسبب ذلك أن الرسالة الواصلة إلى المستقبل مختلفة عن الرسالة الأصلية التي أرسلت من قبل المرسل .أما قنوات الاتصال فتتمثل بقنوات الحواس الرئيسة لدى الإنسان المعافى وهي "سمعية – بصرية – شعورية (احساس)" ،
 وتكون الرسالة على شكل (رموز– لغة – صوت) ‍مشاعر اتجاهات معلومات رموز لغة صوت مشاعر اتجاهات معلومات.
‍مما تقدم نجد أن الاتصال يسير باتجاهين كما يؤثر بالجو العام الذي تحدث فيه عملية الاتصال كونها عملية مستمرة ،متغيرة ، دنماميكية والاتصال هو عبارة عن تفاعل اجتماعي بين الناس يتأثر بأحوالهم وثقافتهم وبيئتهم
‍نموذج شانون و ويفر : shannon and wever model ‍
نموذج شانون وويفر للاتصال.jpg

وضع شانون هذا النموذج حين كان يعمل في شركة بل الأمريكية للهاتف هو ومساعده ويفر عام 1949 ، فيه نجد أن عملية تسير في طريق واحد وحدد ثلاث خطوات لسير عملية كما نوه إلى عنصر التشويش الذي يعيقها على الشكل التالي :
‍الخطوة الأولى في الاتصال هي مصدر المعلومات الذي يقوم بإنتاج رسالة أوسلسلة رسائل اتصالية بعدها يتم تحويل الرسالة الاتصالية بواسطة إشارات إلى جهات البث أو الإرسال بحيث تتناسب مع طبيعة القناة إلى جهاز الاستقبال على أن تكون وظيفة الثاني على عكس الأولى لأن جهاز الإرسال يحولها إلى إشارة إلكترونية بينما الاستقبال يحولها إلى رسالة اتصالية
‍لنقل بالنهاية الرسالة إلى وجهتها ،بالأضافة إلى المشاكل التي تتعرض لها الرسالة الاتصالية من تشويش ويحصل ذلك عند مرور عدة إشارات عبر نفس القناة وفي نفس الوقت الأمر الذي يؤدي إلى اختلافات بين الإشارة المبثوثة والواصلة إلى المستقبل أو إلى الجهة المرجوة إلى المستقبل ...
إلا أن هذا النموذج تم نقده بسبب عدم احتوائه على عنصر التغذية الراجعة أو الاستجابة وتسير في طريق واحد
‍إلاأن الأمر الآن تغير بتغير وسائل الاتصال ...استخدم النموذج علماء المعلومات واللغة والسلوك
نموذج ديفلور defleur's model ‍

الذي يعتبر تطوير النموذج شانون قدمه ديفلور عام 1966 ويتم الاتصال على الشكل التالي ‍كما يناقش ديفلور مدى التطابق بين الرسالة المنتجة بين المصدر والرسالة الواصلة إلى المستقبل حيث تمكن من ملاحظة أنه أثناء عملية الاتصال يتحول المعنى الموجود في ذهن المرسل إلى رسالة اتصالية ومن ثم يقوم جهاز الإرسال بتحويلها إلى معلومات التي تمر عبر قناة قد تكون جماهيرية لتصل إلى المستقبل الذي يقوم بتحويلها كرسالة اتصالية
و تقسم مستويات الاتصال إلى ثلاثة مستويات وهي:
1-مستوى الفرد.
2-مستوى الموضوع.
3-مستوى لغرض.
على مستوى الفرد
وهو أنواع :
أولا- الاتصال الذاتي:
وهو العملية الاتصالية التي تتفاعل وتأخذ مكانها داخل المرء نفسه وذاته فهذا النوع من الاتصال لا يحتاج إلى شخصين مرسل ومستقبل.
ثانيا- الاتصال الشخصي:
وهو الاتصال الذي يكون بين شخصين أو فرد وآخر أو بين مجموعة قليلة من الأفراد .
ثالثا- الاتصال الوسيط:
وهو أحد أنماط الاتصال يتم بين نوعين من الاتصال ، الاتصال المواجهي والاتصال الجماهيري.
رابعا- الاتصال العام:
وهو وجود الفرد مع مجموعة من الأفراد .
خامسا- الاتصال الجمعي:
ويحدث هذا الاتصال بين مجموعة من الناس

النماذج الخطية

تعريف عام
انتشرت النماذج الخطية بعد الحرب العالمية الأولى، هذه النماذج غالبا ما تسمى بال"الحقنة" أو ب"إطلاق الرصاصة". وطريقة هذا النموذج أن المعلومات تذهب بشكل مباشر إلى الجمهور المتلقي. ومن أهم العناصر التي تستخدم للعملية الاتصالية هما: المرسل والرسالة. ويرى أن المجتمع يتأثر بشكل سريع والقت التسمية على هذا الجمهور 
ب"جمهور سلبي".العالم الذي اخترع هذا النوع من النموذج هو العالم هارولد لاسويل.
 في عام 1927 كتب هذا العالم حول تكتيكات الدعاية 
وتحدث عن الظاهرة التي كانت تتحقق في السابق عن طريق العنف والقهر ولكن الآن يمكن أن يكون عن طريق الإقناع. ظن العالم لاسويل أن الشخص يتأثر بشكل سريع من وسائل الإتصال(الإعلام)
 كالإبرة تماما أو الرصاصة أو الحقنة. وأصبح يوجد نهوض كبير في علم الدعاية والتي تؤثر بشكل مباشر. القى انتباه الأمريكان مخاطر هذا الحقل من حقول الإتصال فقاموا بتأسيس معهد ليقومو بتحليل الدعايه في عام 1938 بعد استدراكهم 
مدى التأثر الكبير لدى الناس وسهوله إقناعهم. هذا النموذج الخطي يرى أن للمرسل قوة كبيرة في التأثير بعقول الناس وتحدد اتجاهات الناس بالطريقة التي يريدها. الجماهير عباره عن "كائنات سلبية ومنفصلة" يتصرفون بشكل مماثل 
ولكن التباين بين الأفراد والجماعات وتصنيف الناس في علم الاجتماع وفق (نظرية التصنيف) إلى عدة فئات. توصل الأمر أن الناس مختلفون بحسب الدرجة المعرفية لديهم. فأصبحت عملية تلقيهم الرسالة الإعلامية بشكل متباين. وينسحب الأمر على عملية التأثير.
Communication sender-message-reciever.png

النماذج المركزة على المعنى- تعريف عام+التركيز على مفهوم المعنى الدلالي

حتى يكون لدينا إتصال ناجح فيجب أن نركز هنا على أهمية عملية الترميز من المرسل والمستقبل , ويقصد بالترميز إمكانية صياغة المعنى المراد به من قبل المرسل في رموز تعبر عن هذا المعنى للمستمع ,
 فاللغة ليست فقط أداة تنقل المعلومات بل تتعدى ذلك في كونها مثير ومنبه للأشخاص حتى يحققوا الاستجابة المطلوبة , وتكمن أهمية هذا المنبه في معناه وما يراد به منه و يسمى باللغة العربية بدلالة الرموز و بالإنجليزية تسمى بsemantic , 

لذلك نرى أن علماء اللغة وعلماء النفس اللغوي قاموا بالاهتمام بالعمليات الناتجة من الاطراف المشاركة في عملية الاتصال , فالفرد يقوم بتشكيل بناء أو تركيب نحوي حتى يعبر عن فكرة , أو يحلل ما يقوله الآخرين ليصل إلى الدلالات الضمنية أو البيانات النحوية للتركيب , 
فإذا اراد شخص ما التواصل مع صديقه فيجب أن يكونا كلاهما على علم باللغة المستخدمة بينهما فلا تستطيع إجبار رجل من السعودية الحديث مع رجل من اليابان لا توجد بينهما لغة مشتركه , 
لذلك يختار الفرد الرموز على حسب دلالاتها الضمنية ووضوح معناها لنقلها للأخرين ,
 فالرسالة إذا هي التي تضم رموزاً اتصالية تعبر عن افكار واراء الشخص , وعلى الجانب الآخر نجد المستمع الذي يقوم بتفسير هذه الرموز حتى يصل إلى دلالاتها الضمنية والاستجابة المطلوبة , 
إذا الاتصال يتأثر بالسلوك اللغوي القائم على تفسير الفرد ورؤيته للرموز وإعطائها دلالات معينة تؤثر على عملية الاتصال .

النماذج المركزة على الجانب الاجتماعي- مقدمة عامة+ التركيز على مفهوم الخبرة المشتركة


أثرت شبكة العلاقات الاجتماعية على اتخاذ القرارات الاتصالية وأهمية التباين والاتفاق داخل الجماعات وغيرها من النتائج التي أكدت على أن الأفراد في جمهور المتلقين ليسوا ذرات منفصلة أو وحدات منعزلة ولكنهم ينتمون بشكل 
أو بآخر إلى شبكة من البناءات الاجتماعية التي تؤثر على قراراتهم واتجاهاتهم نحو مخرجات عمليات الاتصال , 
وهناك بحوث كان لها تأثير كبير في اتجاه الباحثين في الاتصال على تأكيد الانتماء الاجتماعي لأطراف عملية الاتصال. 

وقد أكد الباحثان جون ريلي وماتيلدا ريلي على تأثير الجماعات الأولية والبناءات الاجتماعية الأخرى في المجتمع على كل من المرسل والمستقبل وكذلك تأثير السياق الاجتماعي العام على عملية الاتصال وقد اعتمد الباحثان بصفة خاصة بتأثير الجماعات الأولية وتقوم رؤيتهم على تحليل الاتصال الجماهيري في إطار اجتماعي على اعتبار أن الاتصال الجماهيري نظام اجتماعي بين أنظمة أخرى في السياق الاجتماعي العام. 

مجال الخبرة المشتركة تقع في نظام الاشارات (الرموز- الرسالة) فيؤكد شرام على الخبرة المشتركة بين المرسل والمستقبل لتحديد ما إذا كانت الرسالة ستصل إلى الهدف بالطريقة التي قصدها المصدر. فوجود الخبرة المشتركة ضمان لنجاح عملية الاتصال بحيث يعتمد فك الرموز لدى المستقبل على ثقافته التي يشارك فيها المرسل ويمكن أن تكون هذه الخبرة لغة مشتركة 

مفهوم النموذج في الاتصال:

1-التعريف اللغوي:

نجد أن كلمة النموذج تعني التصغير الدقيق لشيء معين بهدف توضيح هذا الشيء فهو بهذا المعنى خطة أو رسم .
أو هو المحاكاة الدقيقة للظاهرة محل الدراسة بقصد معرفة تأثير المتغيرات على بعضها البعض و الوصول الى النتائج المقصودة.

2-التعريف الاصطلاحي:

يعرفه ديوتش على أنه: "عبارة عن بناء من الرموز و القوانين العامة التي يفترض أن تماثل مجموعة من النقاط ذات الصلة ببناء قائم أو بعملية ما " و عملية الاتصال من العمليات التي تستدعي استعمال فكرة النموذج لكونه علما من العلوم البينية.

نماذج الاتصال

تطور دراسات نماذج الاتصال (1):  


 عملت نماذج الاتصال على الاستفادة من العلوم الانسانية كالاجتماع والفيزياء واستفادة منها علوم الاحياء والطب والهندسة وهذه النماذج يمكن تطويرها عبر ثلاث مراحل :  

المرحلة الاولى :

  وتسمى مرحلة التركيز على القائم بالاتصال او المرسل او مرحلة الفعل وهي تمثل تركيز المرسل على المستقبل وامتدت من عام 1890 الى اوائل الخمسينيات وهي تسعى الى اقناع المتلقي والتركيز على الاتصال الشخصي وهي تتمثل بـ:

أرسطو و افلاطون) وفن البلاغة وطرح هاوردلازويل نموذج القائل:

- من يقول ماذا؟
- بأية وسيلة؟
- لمن؟
- بأي تأثير؟

 واضاف عليها برادوك :

 - تحت اية ظروف؟
- من اجل اية اغراض؟
 - باي تأثير؟

وهي تسمى النماذج الخطية للاتصال ومن اهم نماذجها :

- نموذج شانون وويفر عام 1949ويسمى النظرية الرياضية للاتصال وينتقد هذا النموذج بانه ياخذ شكل الخط وعدم اخذه للغة الجسم ورجع الصدى وصناعة المعنى وهو لا يراعي سياق الاتصال او التوقيت وبان الاتصال عملية لا تتجمد ولا يأخذ بتبادل الأدوار ما بين المرسل والمستقبل .

ثم طُوِر هذا النموذج من قبل دفلور الذي اشار به الى وجود الضوضاء والتشويش وانه قد يكون متواجد بكافة مراحل العملية الاتصالية.  

 المرحلة الثانية :  

 وهي تسمى بمرحلة تفاعلية الاتصال اذ اصبح الاهتمام بالعملية الاتصالية من نواحي عديدة كالسيطرة والتحكم ورجع الصدى واخذ عامل الوقت بالاعتبار وتبادل الادوار ما بين المرسل والمستقبل من رواد هذه المرحلة ولبر شرام الذي اشار بالإضافة كما سبق الى رموز العملية الاتصالية بالرسالة وفك الرموز اي المعاني الخاصة بالرسائل ودور الفكر والمعتقد للمستقبل في التفسير وكذلك دور التجربة المشتركة للطرفيين في العملية الاتصالية وهي عملية تفاعلية .  

المرحلة الثالثة :  

وتمسى مرحلة تبادل الادوار بين المرسل والمتلقي باستمرار وطوال الوقت وانه هناك تزامن في الاستجابات في الوقت ذاته بين الطرفين واثناء تبادل الادوار ويتم خلق المعاني وايجاد العلاقات وتم الاهتمام بأنماط السلوك منه خرج تعريف مكتب تقييم التكنولوجيا الامريكي للاتصال بانه "عملية تفاعلية يتم فيها تشكيل الرسائل وتفسيرها وتبادلها " وهذا التعريف يفصل الاتصال الى ثلاثة عمليات متميزة :  
 1-    تكوين الرسالة
2- تفسيرها
3- وتبادلها .

وهو يركز على الاعتمادات المتبادلة حيث ان الفرق بين المرحلة الثانية والثالثة هي ان الثانية تهتم برجع الصدى وبتوضيح الطبيعة الدائرية للاتصال اما المرحلة الثالثة فتركز على تبادل الادوار وهو تبادل مستمر .      

نماذج الاتصال [2]:  

يمكننا تجسيد عملية الاتصال باستخدام النماذج التي تصور كيفية حدوث هذه العملية. والنموذج عبارة عن شكل مبسط لعملية الاتصال يعرض على هيئة رسم يبين عناصر الاتصال وتسلسلها والعلاقة بينها. ولعل أهم فائدة لنماذج الاتصال أنها تصور العملية الاتصالية بطريقة مرتبة ومنتظمة توضح أبعاد الاتصال وتسلسله .  

وفي هذا الإطار سنجد أن الباحثين قد طوروا ثلاثة نماذج رئيسة هي على النحو الآتي :  

1-       النموذج الخطي أو أحادي الاتجاه (Linear Model) :  

 قبل قرابة ستين عاماً ، نظر الباحثون إلى الاتصال على أنه فعل يقوم به شخص لشخص آخر. وبهذا يشبه الاتصال إعطاء حقنة في الجسد: حيث يقوم المرسل بوضع أفكاره ومشاعره في رسالة، ثم يحقنها من خلال وسيلة معينة (حديث، رسم، كتابة ... إلخ) إلى مستقبل يحاول تفسير رموزها بطريقة تشبه ما أراده المرسل. وإذا ما قدر للرسالة أن تمضي من غير (تشويش) في خط واحد مستقيم فإنه قد كتب لها النجاح.   قد يبدو هذا النموذج يسيراً، ولكنه البداية لفهم عملية الاتصال. ويمكننا رؤية هذا النموذج من خلال الشكل التالي:        











     حينما يبدأ الاتصال ، يختار المتصل رموزاً معينة ( لغة كلامية مثل عبارة السلام عليكم، أو لغة غير كلامية مثل الإشارة باليد للتحية، وقد يكون بهما جميعاً، إضافة إلى ابتسامة من الوجه ). هذه الرموز تمثل الرسالة التي ترسل للمستقبل الذي عليه أن يفك رموز الرسالة (يحللها ويفهمها) ليتحقق الاتصال. لاحظ أن هناك تشويشاً قد يدخل على العملية الاتصالية.  


2- النموذج التبادلي ( أو ثنائي الاتجاه  Interactive  Dual  Model):

 النموذج ذو الاتجاه الواحد لتفسير عملية الاتصال لا يعكس العملية الاتصالية بدقة. فمن ناحية لا يمكن القول بأن الاتصال يسير في اتجاه واحد (من المرسل إلى المستقبل)؛ إذ يسهل علينا أن نرى أن معظم حالات الاتصال - خاصة في الاتصال بين شخصين أو مجموعة صغيرة من الناس - تسير في اتجاهين.

 لقد كان النموذج السابق (ذو الاتجاه الواحد) يتجاهل رجع الصدى وردة الفعل من المستقبل تجاه ما يستقبله من رسائل، ثم يقوم بإرسال رسائل، وهكذا يتحول من مستقبل إلى مرسل ثم إلى مستقبل في وقت قصير جداً، بل حتى في الوقت نفسه.

يمكن لنا أن نتصور كيف يتفاعل شخص مع خبر عن زواج أحد أصدقائه، حيث يتفاعل المستقبل مع الخبر، وتظهر علامات  الفرح على وجهه حتى قبل إتمام الخبر، ثم يرسل رسالة كلامية مستفسراً عن وقت الزواج، فيأتيه الجواب سريعاً أنه كان ليلة البارحة، فيتحول الفرح إلى نوع من العتاب على عدم معرفته، وهكذا تتداخل الرسائل، ويصبح كل من الطرفين مرسلاً ومستقبلاً في آن واحد. بل حتى خلال استقبال الرسالة يقوم كل منا بتفسير الرسالة والتفكير بشأنها، وهذا ما يفسر اختلاف التفسيرات للرسالة الواحدة بين الناس.  








في هذا النموذج يقوم كل من الطرفين (الشخص أ والشخص ب) بإرسال واستقبال الرسائل في نفس الوقت. وفي كلا الحالين نجد أن التشويش يصاحب مرحلة إرسال الرسائل واستقبالها مما يؤثر على كفاءة الاتصال وفعاليته.  


3- نموذج الاتصال التفاعلي (Interactive  Model) :  

نظراً لأن عملية الاتصال معقدة ، فإن كلاً من النموذجين السابقين (ذي الاتجاه الواحد وذي الاتجاهين) يقصُر عن التفسير الكامل لهذه العملية. فالاتصال يعتمد على البيئة التي يتم فيها سواء كانت بيئة مادية أو اجتماعية أو ثقافية. كما أنه يعتمد على العوامل النفسية والذاتية لكل من طرفي الاتصال.

ويحاول نموذج الاتصال التفاعلي أن يشمل كافة عناصر الاتصال الفاعلة كبيئة الاتصال، ورجع الصدى، وما جاء بعده من سلوك وتصرفات. و هذه طبيعة العلاقات الاجتماعية، حيث إنها لا تنتهي، بل ينبني بعضها على بعض، فمدح أبيك لك على عمل قمت به هو نتاج أمور أخرى قمت بها سابقاً، وقد يكون العكس صحيحاً، وهكذا.

الطبيعة التفاعلية للاتصال تشرح لنا طبيعة التأثير المتبادل الذي يحدث عندما نتفاعل مع بعضنا البعض، لأن الاتصال ليس ما يفعله شخص لشخص ولكنه ما يفعله شخص مع شخص، فالاتصال يعتمد على العلاقة مع الطرف الآخر، وكلما كان الطرف الآخر أكثر مهارة في الاتصال ، كانت فرص النجاح فيه أكبر.   ويشرح النموذج التالي هذه الطبيعة التفاعلية للاتصال التي تشمل التبادل بين طرفي الاتصال والبيئة الاتصالية .




فوائد استخدام هذه النماذج:  

1. أنها تزودنا بصورة جزئية عن أشياء كلية هذه الأشياء من الصعب إدراكها بدون (النماذج) التي هي عبارة عن خرائط تفصيلية للمعالم الأساسية لعملية الإتصال.

2. إعداد النماذج في شرح وتحليل العمليات الإتصالية المعقدة أوالصعبة أوالغامضة بطريقة مبسطة فهي ترشد الباحث إلى التقاط الرئيسية لعملية الإتصال .

3. تساعد في عملية التنبؤ بالنتائج أو بمسار الأحداث في عملية الإتصال وهذا الأمر يساعد في عملية وضع فرضيات البحث .   ولذلك فاننا يجب ان نراعى عند قراءتنا لنماذج الاتصال الاعتبارات التالية :

    1-    ان كل نموذج يمثل فكرة مستقلة (نظرية –او مبدا) تتاثر بالدرجة الاولى باتجاه البحث والدراسة .

    2-    تعكس النماذج في علاقاتها ببعضها تطور النظرية في هذا المجال فغالبا ما نجد النموذج وقد تم بناءه استكمالا لنماذج سابقة رأى فيها الباحث عدم كفايته .

    3-    اذا كان هناك اتفاق في معظم النماذج على تحديد العناصر وعلاقتها ببعضها واتجاه حركة هذه العلاقات .

   4-   اذا كانت النماذج الخاصة بعملية الاتصال من منظور علم النفس او علوم اللغة وعلم النفس اللغوي تهتم بالدرجة الاولى بالاتصال المواجهى او اتصال الجماعات الصغيرة .

مقومات نجاح المواقف الاتصالية :

      اهتم دافيد بيرلو في نموذجه الذي نشره عام 1960 بالعوامل التي تؤثر في نجاح او فشل الاتصال في علاقتها بكل عنصر من عناصره ووجود هذه العوامل اوغيابها يحدد بشكل مباشر مصادر التشويش في عملية الاتصال واتجاهاته والتي تؤدى الى عدم ادراك المعنى المتماثل لدى كل من المرسل والمتلقي .

     وان رجع الصدى الذي يتمثل في الاستجابة المستهدفة يظل مرهونا بمدى او فشل الاتصال من خلال مناقشة الاعتبارات التي تؤثر في ذلك :  

اولا - الاعتبارات الخاصة بكل من المصدر والمتلقى :  

    يتوقف نجاح الاتصال من جانب كل من المصدر والمتلقى على عدد من الاعتبارات التي تؤثر في الموقف الاتصالى وهي :

      1- المهارات الاتصالية : 

    ويقصد بها مهارات الكتابة والتحديث من جانب ومهارات القراءة والاستماع من جانب اخر ونعنى بها قدرة الكاتب او المتحدث بوصفة المرسل او المصدر على اختيار الرموز اللغوية وغير اللغوية التي تعبر عن المعاني التي يستهدفها في المقال او الحديث .

       2- الاتجاهات :

    تؤثر اتجاهات المصدر والمتلقي على الموقف الاتصالي بشكل مباشر وتؤثر ايضا على الحكم بنجاح الاتصال اوفشلة واهم هذه الاتجاهات ما يلي :  

1-    اتجاه الفرد نحو نفسة .  
2-    اتجاه الفرد نحو موضوع الاتصال .  
3-    اتجاه كل منهما نحو الاخر .  


     3- مستوى المعرفة عند كل منهما :

    يؤثر مستوى المعرفة لدى المصدر في قدرته على نقل الافكار والمعاني المطلوبه وكذلك القدرة على اختيار البدائل التي تسهم في التبسيط والايضاح حتى يستطيع المتلقى فهمها وادراكها .  
     4- السياق الاجتماعي والثقافي :

   يتاثر كل منهما بالنظم الاجتماعية والثقافية التي يعمل في اطارها ودوره في هذه النظم ومكانته .  


ثانيا - الاعتبارات الخاصة بالرسالة  

    تتاثر كفاءة الرسالة في القيام بدورها على مدى الوضوح والتبسيط الذي تتميز به والمرهون اساسا باختبار العنصر - الرموز- وتكوينها اي وضعها في بناء مثل تكوين مفردات اللغة في جمل تكون مجمل ما تقدمه من معلومات وافكار وقرارات .  

ثالثا - الاعتبارات الخاصة بالوسيلة :

    وهي تتلخص في اختيار الوسيلة المناسبة للموقف الاتصالي من حيث خصائصها واتفاق هذه الخصائص مع تفضيل المتلقين وقدرات كل من المصدر والمتلقى على استخدام الوسيلة .      

    حددت خصائص النموذج في التالي :  

1- ينظر النموذج الى الاتصال كنظام يتكون من عدد من العناصر التي يمكن ان تتاثر بمجمل النظام فالتغير في اهداف القائم بالاتصال يؤثر في اختيار رموز الرسالة واختيار الوسيلة والتاثير الملاحظ في المستقبل .  

2- الاتصال هادف .حيث يحدد المرسل بداية اهداف الاتصال او تاثيرات يسستهدف الوصول اليها (استجابات ).  

3- الاتصال عملية تفاعل فالمرسل والمستقبل يؤثر ايهما في الاخر وعلى سبيل المثال تاثير تقديرات المشاهدين في الانتاج التلفزيوني.

4- الاتصال ذاتي .فادراك الفرد للموضوعات والاشياء في البيئة واختيار الرموز وادراك المعاني يتاثر كل ذلك بالثقافة .  

البعد الاجتماعي في عملية الاتصال :  


     لسنوات طويلة ايتقر في الفكر الاتصالي مفهوم العزلة الاجتماعية في تعريف جمهور وسائل الاعلام وبالتالى التاثير المباشر لوسائل الاعلام على الافراد المنعزلين من هذا الجمهور وما صاحب المفهوم من نظريات في التاثير مثل نظرية الطلقة السحرية او الحقنة تحت الجلد والتي سادت خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين حتى كانت البحوث التي نمت بعد الحرب العالمية الثانية وخلال الخمسينيات واشارت الى تدفق المعلومات الى الجمهور على مرحلتين واهمية دور قادة الراي وتاثرهم بوسائل الاعلام والافراد الاخرين وتاثير شبكة العلاقات الاجتماعية على اتخاذ القرارات الاتصالية واهمية التباين والاتفاق داخل الجماعات .

    القوى الاجتماعية والنفسية المؤثرة على الاتصال الجماهيري :   

هذا النموذج ينظر الى الاتصال الجماهيري كعملية اجتماعية نفسية معقدة يمكن شرحها من خال العناصر المتعددة وليس من خلال عنصر او اثنين فقط .   

     وقد بنى مالتيزك نموذجه على العناصر التقليدية للاتصال مع ملاحظة عناصر زائدة بين المرسل والوسيلة والمستقبل بالاضافة الى العناصر المؤثرة في اتجاه المرسل نحو بناء الرسالة وفي ادراك المستقبل لهذه الرسالة  وهو يرى ان الوسائل المختلفة تتطلب طرقا مختلفة حتى تتكيف مع اي فئة من فئات جمهور المتلقين وكل وسيلة لها الامكانيات والحدود والخصائص التي تؤثر في الطرق التي تقدم بها المحتوى والذي يتفق مع خبرات المتلقي او المستقبل .وفي هذا المجال يرى مالتيزك ان هناك متغيرين 

الاول: هو اختيار المرسل للرسالة التي يريد ارسالها والثاني : هو طريقته في تقديم الرسالة او تشكيلها  وهذان المتغيران يعكسان السلوك الاتصالى للقائم بالاتصال ويعتمدان على بعض العوامل التي ذكرها مالتيزك في نموذجه :   

1-    خصائص الرسالة : 

فالقائم بالاتصال ملزم بالشكل الذي يتفق مع المحتوى .   

2-    خصائص الوسيلة : 

فكل وسيلة تقدم للقائم بالاتصال امكانيات خاصة وكل من خصائص الرسالة والوسيلة تشكل ضغطا او قيودا على القائم بالاتصال في الاختيار .   

3-    صورة القائم بالاتصال عن نفسه دوره ادراكه لهذا الدور وهل يسمح له بتقديم القيم التي يؤمن بها بناء الشخصية ومقوماتها التي تؤثر في سلوكة .   

4-    علاقاته بين فريق العمل وتاثيرات هذا الفريق على اتجاهاته وافكاره وسلوكه .   

5-    تاثير التنظيم حجم المؤسسة الاهداف نظام الملكية ,السياسات فقد لوحظ ان المؤسسات تضغط على رجال الاخبار لاتباع قواعد معينة سواء كانت واضحة او ضمنية .   

6-    ضغوط او ضوابط محتوى الوسيلة خصائص المحتوى الذي يشكل ضغطا نفسيا او قانونيا على القائم بالاتصال .   

7-    البيئة الاجتماعية للقائم بالاتصال وتاثرها على طريقته في اختيار وتقديم محتوى الوسيلة وطريقته في ضغط المعلومات وهذا لا يمل فقط فريق العمل ولكن البيئة الاجتماعية وتاثيراتها تمتد الى باقي التنظيم في المؤسسة .   الحقائق الخاصة باستعراض
نماذج الاتصال :   

 1-    ان هذه النماذج عكست بشكل واضح التطور التاريخي لعلم الاتصال والاعلام منذ الثلاثينيات حتى الان وعكست الاسهامات التجريبية التي تمت في هذا المجال من اجل وضع اطار نظري لهذا العلم وفروعة المختلفة .   

2-    ان تحديد نماذج للاتصال المواجهى واخرى للاتصال الجماهيري (الاعلام)لا يعنى التحديد الدقيق للاستخدام والتطبيق ولكنها رؤية تعكس اتجاه الدراسة المتخصصة والبحوث التي قامت عليها هذه النماذج .

  3-    ان غياب عنصر رجع الصدى في عدد من نماذج الاتصال بالجماهير لا يعني عدم وجوده نماما او اغفالة لانه عنصر هام في تطوير عملية الاعلام واستمرار تدفقها .

4-    بجانب المحاولات التي قدمها الخبراء لبناء نماذج شاملة فانه مازال هناك العديد من النماذج التي تهتم بعنصر واحد او عنصرين وتاثيراتهم في عملية الاتصال مثل تاثيرات ضبط المعلومات على بناء الرسائل الاتصالية او تاثيرات الدوافع والحاجات على التعرض والادراك المحتوى الاتصال.  

 5-    وبناء على ذلك فانه يصبح من غير المقبول اتهام نموذج ما بالقصور اوالتطبيق المحدد.   

6-    حتى لو تصورنا امكانية الوصول الى نموذج شامل فان تقديمة وتطبيقة يظل مرهونا بنتائج البحوث الانية وليس بعد ذلك لان هذه البحوث تهتم بالسلوك الانساني وهو عنصر دائم التغير بتغيير العوامل المؤثرة فية .
    



: أنواع الاتصال
( Communication Types ) 

يتحدد نوع الاتصال بناء على عدد الأشخاص الذين يشتركون فيه. وتبعاً لذلك فإن هناك خمسة أنواع من الاتصال: الاتصال الذاتي - والاتصال الشخصي - والاتصال الجمعي - والاتصال الجماهيري- والاتصال بين الثقافات. وسنشرحها فيما يلي: 

1) الاتصال الذاتي :

هذا النوع من الاتصال يحدث لكل منا حينما نتحدث مع أنفسنا. ويتعلق هذا بالأفكار والمشاعر والمظهر العام ـ كما نراه ونحس به ـ في ذواتنا. وبما أن الاتصال يتركز في داخل الإنسان وحده، فإنه هو المرسل والمستقبل في الوقت نفسه.
 وتتكون الرسالة من الأفكار والمشاعر،

 كما أن وسيلة الاتصال هي المخ الذي يترجم الأفكار والمشاعر ويفسرها، وهو نفسه الذي يصدر رجع الصدى عندما يقلّب المرء الأفكار والمشاعر فيقبل بعضها ويرفض البعض الآخر أو يستبدلها بغيرها.

ويتأثر الاتصال الذاتي بالاتصال مع الآخرين حيث يبدو المرء مطمئناً أو منزعجاً من علاقاته بالآخرين حسب حسن هذه العلاقات أو سوءها.
 ويترجم هذا من خلال الاتصال الذاتي بالتفكير فيما حدث من لحظات سعيدة أو مشكلات نتج عنها خصام أو توتر في العلاقة مع الآخرين.

2) الاتصال الشخصي :
يحدث الاتصال الشخصي حينما يتصل اثنان أو أكثر مع بعضهم البعض عادة في جو غير رسمي،
 لتبادل المعلومات ولحل المشكلات ولتحديد التصورات عن النفس والآخرين. ويشمل الاتصال الشخصي نوعين رئيسين هما: الاتصال الثنائي والاتصال في مجموعات صغيرة.
ويشمل الاتصال الثنائي (dyadic) عادة المحادثة بين شخصين كما يحصل بين الأصدقاء. و في هذا الإطار يرسل 
ويستقبل كل من الإثنين رسائل من خلال اللغة اللفظية واللغة غير اللفظية معتمداً على الصوت والرؤية في نقل هذه الرسائل.
 وهنا يتحقق للمتصل أكبر قدر من التفاعل ورجع الصدى،
 كما يقل التشويش نظراً لمعرفة كل طرف منهما بظروف الاتصال ولديه الفرصة للتأكد من وصول الرسالة وفهمها كما يريد.

وفي الاتصال من خلال المجموعات الصغيرة التي لا تتعدى أفراداً قلائل تتحقق للمشارك فرصة الاتصال والتفاعل مع أعضاء المجموعة. ونظراً لوجود مجموعة من المرسلين والمستقبلين في آن واحد، فإن عملية الاتصال تصبح أكثر تعقيداً من الاتصال الثنائي، كما تزيد فرصة الارتباك وعدم الوضوح وزيادة التشويش على الرسائل.

3) الاتصال الجمعي ( Group Communication ) :
في الاتصال الجمعي تنتقل الرسالة من شخص واحد (متحدث) إلى عدد من الأفراد يستمعون، وهو ما نسميه بالمحاضرة أو الحديث العام أو الخطبة أو الكلمة العامة. ويحدث هذا عادة من خلال المحاضرات الدينية أو التوجيهية أو التجمعات الجماهيرية أو المظاهرات السياسية وكلمات الترحيب والتأبين، والحديث في الأماكن العامة إلى عدد قليل أو كثير من الناس.
وعادة ما يتميز الاتصـال الجمعي بالصبغة الرسمية والالتزام بقواعـد اللغة ووضوح الصـوت. ولا يمكن غالباً للمستمعين أن يقاطعوا المتحـدث، وإنما يمكنهم التعبير عن موافقتهم أو عـدم موافقتهم ( بالتصفيق أو هز الرأس، أو بالمقابل بالإعراض عنه أو إصدار أصوات تعبر عن عدم الرضا عن حديثه ).
4) الاتصال الجماهيري :
يحدث الاتصال الجماهيري من خلال الوسائل الإلكترونية كالإذاعة والتلفاز والأفلام والأشرطة المسموعة والإنترنت والصحف والمجلات والكتب. وتشمل وسائل الاتصال الجماهيري كذلك وسائط الاتصال المتعددة كالأقراص المضغوطة والأقراص المرئية ونحوها.

 وهذا يعني أن الرسالة يقصد بها الوصول إلى عدد غير محدود من الناس. ورغم كثرة استخدامنا لوسائل الاتصال الجماهيري إلا أن فرص التفاعل بين المرسل والمستقبل قليلة أو منعدمة في أكثر الأحيان.
ولقد مكنت الوسائل الإلكترونية الحديثة،
 مثل آلات التصوير الرقمية ووسائل البريد الإلكتروني والهاتف المرئي ونحوها، التواصل بين الناس على نطاق واسع متجاوزة الحدود الجغرافية
 والسياسية وموصّلة بين الثقافات المختلفة.

5) الاتصال الثقافي  :
الثقافة هي مجموع القيم والعادات والرموز اللفظية وغير اللفظية التي يشترك فيها جمع من الناس. وتتفاوت الثقافات فيما بينها في هذه القيم 
والعادات والرموز حسب تاريخ الشعوب وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، 
كما أن الثقافة الواحدة قد يكون بها أكثر من ثقافة صغرى. يشترك العرب مثلاً في ثقافة واحدة واسعة، ولكن كل بلد عربي له ثقافة مميزة،

 كما أن كل بلد قد يكون به أكثر من ثقافة صغرى تتميز بها عن بقية الثقافات الموجودة في ذلك البلد، وذلك رغم اشتراك هذه الثقافات في أمور جامعة ووجود اختلافات تكبر أو تصغر بينها. 
 
ويحدث الاتصال الثقافي حينما يتصل شخص أو أكثر من ثقافة معينة بشخص أو أكثر من ثقافة أخرى. وحينئذ لابد أن يعي المتصل اختلاف العادات والقيم والأعراف وطرق التصرف المناسب. وإذا غاب هذا الوعي، 
فإنه سينتج عن الاتصال قدر من سوء الفهم. على سبيل المثال، لو أنك سرت في مكان عام في الولايات المتحدة الأمريكية ممسكاً بيد صديقك فسيظن الغربيون أنكما من الجنس الثالث بينما لا يرى الناس في الملكة العربية السعودية ذلك عيباً، 

بل هو علامة على حميمية الصلة بينكما.
ويمثل الشكل التالي أنواع الاتصال الأربعة الأولى ( الذاتي والشخصي والجمعي والجماهيري ). أما الاتصال الثقافي فإنه قد يأتي على أي ٍّمن هذه الأنواع.
 

 

 نماذج الاتصال
(Communication Models)

      يمكننا وصف عملية الاتصال باستخدام النماذج التي تصور كيفية حدوث هذه العملية. والنموذج عبارة عن مبسط لعملية الاتصال يعرض على هيئة رسم أو شكل يبين عناصر الاتصال وتسلسلها والعلاقة بينها. والنماذج ذات فائدة كبرى لأنها تصور الموضوع المطروح بطريقة مرتبة توضح أبعاده بشكل مبسط.
     
 وفي هذا الإطار سنجد أن الباحثين قد طوروا ثلاثة نماذج رئيسة هي على النحو الآتي:

أ) النموذج الخطي أو أحادي الاتجاه ( Linear Model ) 

قبل قرابة ستين عاماً نظر الباحثون إلى الاتصال على أنه أمر يفعله شخص لشخص آخر. وبهذا يشبه الاتصال إعطاء حقنة في الجسد: حيث يقوم المرسل بوضع أفكاره ومشاعره في رسالة، ثم يحقنها من خلال وسيلة معينة (حديث، رسم، كتابة ... إلخ) إلى مستقبل يقوم بنقل رموزها بطريقة تشبه ما أراده المرسل. وإذا ما قدر للرسالة أن تمضي من غير (تشويش) في خط واحد مستقيم فإنه قد كتب لها النجاح. 

ب) النموذج التبادلي ( أو ثنائي الاتجاه ) ( Interactive { Dual } Model 

النموذج ذو الاتجاه الواحد لتفسير عملية الاتصال سهل الفهم إلا أنه لا يعكس العملية الاتصالية بدقة. فمن ناحية لا يمكن القول بأن الاتصال يسير في اتجاه واحد (من المرسل إلى المستقبل)؛ إذ يسهل علينا أن نرى أن معظم حالات الاتصال - خاصة في الاتصال بين شخصين أو مجموعة صغيرة من الناس - تسير في اتجاهين. لقد كان النموذج السابق (ذو الاتجاه الواحد) يتجاهل رجع الصدى ورد الفعل من المستقبل تجاه ما يستقبله من رسائل، ثم يقوم بإرسال رسائل،

 وهكذا يتحول من مستقبل إلى مرسل ثم إلى مستقبل في وقت قصير جداً، 
بل حتى في الوقت نفسه. يمكن لنا أن نتصور كيف يتفاعل شخص مع خبر عن زواج أحد أصدقائه، حيث يتفاعل المستقبل مع الخبر،

 وتظهر أسارير الفرح على وجهه حتى قبل إتمام الخبر، ثم يرسل رسالة لفظية مستفسراً عن وقت الزواج، فيأتيه الجواب سريعاً أنه كان ليلة البارحة، فيتحول الفرح إلى نوع من العتاب على عدم معرفته،

 وهكذا تتداخل الرسائل، ويصبح كل من الطرفين مرسلاً ومستقبلاً في آن واحد. بل حتى خلال استقبال الرسالة يقوم كل منا بتفسير الرسالة والتفكير بشأنها،
 وهذا ما يفسر اختلاف التفسيرات للرسالة الواحدة بين الناس. 
   
   ومن ناحية أخرى يفترض نموذج الاتجاه الواحد أن كل رسالة يجري ترميزها وفك رموزها، وأن هذه عملية تجري بوعي وعن قصد. 
ولكن الواقع أن كلاً من المرسل والمستقبل قد يرسلان رسائل دون وعي منهما، فلا يعيان ما يصدر عنهما من رموز غير لفظية كتعبيرات الوجه والإشارات ودرجة الصوت ونحوها،
 وقد يفوتهما فك الرموز (التفسير) للرسائل التي يرسلها المتحدث أو القائم بالاتصال. ومن هنا يكون من المناسب إبدال مسألة الترميز وفك الرموز بالسلوك الاتصالي الذي يشمل الأفعال القصدية وغير القصدية للاتصال. 

ج) نموذج الاتصال التفاعلي ( Interactive  Model ) 
  
    نظراً لأن عملية الاتصال معقدة أكثر مما نتصور فإن كلاً من النموذجين السابقين (ذي الاتجاه الواحد وذي الاتجاهين) يقصُر عن التفسير الكامل لهذه العملية. فالاتصال يعتمد على البيئة التي يتم فيها سواء كانت بيئة مادية أو اجتماعية أو ثقافية. كما أنه يعتمد على العوامل النفسية والذاتية لكل من طرفي الاتصال. 
   
   ويحاول نموذج الاتصال التفاعلي أن يشمل كافة عناصر الاتصال الفاعلة كبيئة الاتصال، ورجع الصدى، وما سبق الاتصال، وما جاء بعده من سلوك اتصالي أو غيره. و هذه طبيعة العلاقات الاجتماعية، حيث إنها لا تنتهي، بل ينبني بعضها على بعض، فمدح أبيك لك على عمل قمت به هو نتاج أمور أخرى قمت بها وموقف إيجابي منك، وقد يكون العكس صحيحاً، وهكذا.
 
الطبيعة التفاعلية للاتصال تشرح لنا طبيعة التأثير المتبادل الذي يحدث عندما نتفاعل مع بعضنا البعض، لأن الاتصال ليس ما يفعله شخص لشخص ولكنه ما يفعله شخص مع شخص، فالاتصال يعتمد على العلاقة مع الطرف الآخر، وكلما كان الطرف الآخر أكثر مهارة في الاتصال كانت فرص النجاح فيه أكبر


هناك 3 تعليقات:

  1. مشكورين على المجهود
    موفقين ان شاء الله

    ردحذف
  2. شكرا ولكن عنصر نموذج التفاعلي لم أجده في معضم الكتب غير هنا

    ردحذف

(سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي)                                                                  ا لإدمان عليها على حساب الواجبات اليومية...